آه من ليلة الفراق

( آه يا ليلة الفراق )

سارت الغيوم لتخدع الشمس
قالت لها هيا ارحلي
هيا قد حان وقت الغروب
فحزمت الشمس أشعتها في حقائب من نور ورحلت
عندها أقبل الظلام يحتل المكان
يغتال بقايا الضوء في طريقه
هكذا بسط الليل
وبعث أنفاسه لتطفئ النجوم
وراح يهدم الأغصان حتى لا تغني الطيور
ويرشو النسائم حتى لا تعزف مقطوعة الحفيف مع الأوراق
وبنى على حطام مدينة
" تسمي مدينة العشاق "
مستوطنات للجرحى
الصوت الوحيد الذي كنت أسمعه
هو صوته الحنون
لكنه كان بعيداً
تذكرت كلماته التي كانت تزرع بذرة الأمل في
كلماته التي كانت تجعلني أعيش بنهار جديد

وهاهي تشرق شمس نهاري
ومرة أخرى ....
أسير نحو البحر ...
أصافح السراب .....
سراب تلك الحبيب الذي
وما زال يعيش داخل هذا القلب
أتلمس رمال الشاطئ...
أسأل أمواجه
هل سيأتي يوم اللقاء ؟
أنبش الرمال أسألها عن حروف هنا دفناها
وحديث طويل للأمواج أودعناه .....
ماذا أخبرك أيها البحر...؟
ماذا أخبرك ؟
فحبه مازال يعيش بداخلي
وبعد أن مضت السنين
لا زال اسمه وشم في أعلى كل صفحة
من صفحات دفاتري
عجزت عن نسيانه
كما عجزت الأيام عن محوه ...
والآن أكتب اسمه في السطر الأخير
من صفحات الألم والبعد ...
و حتى اليوم ...
لا أظن حتى الموت يمنحني الهروب ...
أو يشفيني منه ..

مرة أخرى ...
أسير علي تلك الرمال ..
أتخيله يسير معي ...
أمسك بذراعه ...
تشتبك نظراتنا ..
:
والآن
أصبحنا غرباء ....
وقد أظمأنا سفر في سنين حبنا...
ما زال الحزن كأساً نتجرع منه الوجع
لا يجف حيناً ولا هو اليوم يروينا
ولا حتى مرارته تفنينا ..
ماذا أخبرك ؟
وأنت مرسوم علي دفتر ذكرياتي ....!!!!
ماذا أخبرك ؟
فشيئاً ما تبقى من بريق عيوننا المنهكة ألماً وغياباً ...
ماذا أقول لك أيها الحبيب...؟!!
فمن يقاسمني في هذا الليل الصفاء
ويشاركني تراتيل العشق
ومن يحتسي من حزني
ويرشف شيئا من وحدتي ودمعتي !!
فاليوم قد أطفأت جميع الشموع بدمعتي وشجوني

آه يا ليلة الفراق ..
سأبوح بآهاتي
كيف بعد اليوم سأمضي
فقد أصبحتُ شريدة بلا روح ..
كيف سأغدو
فقد أصبحتُ وحيدة بلا قلب ولا زمن
تدور بي الأيام والحزن يلازمني ليل نهار
تركت دفتر كنت أدفن فيه آهاتي
وبضع من كلمات الهوى كنت أحفظها
وملحمة حبي وأشواقي
وسر من أسرار الهوى
تركت كل أشيائي
وعدت أتابع الدرب
أتمني أن تتقابل يدانا لنسافر معا جزر العشق
أتمني أن تكون يداه معي في سفري
أتمني لحظة تضفي لشروق الشمس سحراً
أتمني أن أنظر لعيناك وأحكي
وأحكي ولا أدري ما أحكي..
أنسي لحظتها كل شيء
إلا شوقنا وهوانا ...
ولا أذكر سنوات ماضينا
لا أذكر إلا ساعات سفرنا هذه
لحظات هاربة من الزمان
لحظات أكبر من دهر
وأقصر من ثوان...

أميري ....!!!!
أريدك لحظتها بأن لا تتكلم ...
أريدك فقط أن تسمعني ...
أريد أن أسألك ؟
كنت حلماً كان أم يقين
أميري ...
ما زلت حتى اليوم ..
أتوه في أسفاري
أحلم بلحظة لقياك
أحلم بلحظة لقياك ...
:
وهاأنا الآن أجلس
أنظر بشغف إلى البحر المترامي بين أجفان الأفق
تنهدت وأمسكت بقلمي
حاولت أستفز الهدوء المتداعي بين جفون البحر
وددت أن أنسى عمري الذي تدفق بين الجراح والحيرة
كانت عيناي معلقتان بين السماء والأرض
تذرفان الدموع
وفجأة استسلمت لأحزاني
ومقلتاي الغارقتان في صمت رهيب
تعزفان أغنية الحزن على خدي
وعلى صخرة من صخور الشاطئ
تذكرت ليلة الفراق
تذكرت كيف غمرتنا الأشجان
تذكرت كيف كان الموج يتلقانا
وفي كفيه عزاء الورد
كيف كانت الشمس تتواري خلف الحزن
فكيف أتجاهل هذه اللحظات التي أعشناها علي رمال هذا الشاطئ؟ !!
هذا الشاطئ الذي شاركني أفراحي
هاهو اليوم يشاركني أحزاني ...
وكيف لا وقد عاشا معي أحزاني وتقاسما معي هموم الحياة

فيا أيها العشق الساكن بروحي
عود لي ..فأشواقي طويلة...
بها...عمري... ظلمته...
يا ليل
وعدني أن يأتي...
فحين أغفو يناديني
رمش من عينيه يجرحني
وأخر يداويني...
وشيء كالشِعر...يغني لي
وشيء كالحب...يغطيني
وشيء...كإطراب الموج في صدري
في برد الليل...يدفيني...
ذبل الورد من ألمي
ماذا أقول...يا ليلة الفراق
فدمعي سال ولا انتهى
كأنما...قدري أعيش في حلمي...
أريد أن أهرب بعيدا بالعمر
عذبني حنين يخنقني
فيا زمني
"أرجع لي ليالي العشق"

منقووووووووووووووووووووووووووول

نورت يا محمد

» ليلة فراق شهدت عليها دموع القمر
» الفراق الاصعب
» وماذا بعد الفراق
» ألم الفراق وعذاب الوداع..
» ايها الفراق اخاف ان اراك